الصراعات الداخلية في جبل القدس |
|
|
|
الكاتب: Main Author
|
الصراعات الداخلية في جبل القدس في العهد العثماني مثله مثل باقي مناطق فلسطين شهد جبل القدس سلسلة من الصراعات الداخلية في العهد العثماني ازدادت ضراوة هذه الصراعات في القرن التاسع عشر الميلادي ، صحيح أن هذه الصراعات لم تتحول إلى حرب أهلية شاملة قسمت الجبل كله ، فجبل القدس كونه مركز فلسطين من ناحية جغرافية كان يحتوي على مدينة القدس ذات المكانة الخاصة في فلسطين والعالم العربي والإسلامي وقد لعب التحزب بين القيس واليمن دوراً أقوى من الدور الذي كان في جبل نابلس وكان أغلب الصراعات تجري تحت رايتي هذين الحزبين ومن الخصائص المميزة لصراعات جبل القدس ، أنها كانت تجري على أكثر من جبهة فهي شملت جبهة الصراع مع السلطة العثمانية والحكم المصري ومع جيوش نابليون وكذلك شملت الصراع بين صفي قيس ويمين وبين صف قيس نفسه في المناطق معينة في الجبل وكان بالطبع لعشائر جبل القدس حلفاء مع عشائر جبال فلسطين الأخرى أما بالنسبة للموقع الجغرافي فانه كان يتحدد في العهد العثماني تبعاً للمناطق التي تسيطر عليها عشائره وفي أقصى سيطرة لهذه العشائر في القرن التاسع عشر كانت حدوده كما يلي : - • من الشمال حتى سلفيت ومن الجنوب حتى جبال الخليل ومن الشرق حتى أغوارة اريحا والبحر الميت ومن الغرب حتى اللد والرملة والساحل الفلسطيني وكانت تسيطر على جبل القدس العشائر التالية : ناحية بني زيد ، ناحية بني مرة ، ناحية بني سالم ، ناحية بني حمار ، ناحية بني حارث الشمالية ، ناحية بني حارث القبلية ، ناحية بني مالك ، ناحية العرقوب ، ناحية القدس ، ناحية بني حسن وتقع إلى الجنوب الغربي من القدس وكانت تضم 13 قرية ومن هذه القرى المالحة ، الولجة وكان شيوخ هذه المنطقة هم آل درويش وقد ضمت هذه الناحية عام 1871 حوالي 2540 ن وكان لكل قرية شيخ من هذه القرى يدعى شيخ القرية ولكل ناحية زعيماً أكبر يدعى شيخ المشايخ وكان شيخ المشايخ هذا يتم الموافقة عليه من قبل متسلم القدس بناءً على اعتبارات معينة أولها أن يكون قوياً بما فيه الكفاية وهكذا كان يتم اختيار شيخ المشايخ من أقوى عائلات الناحية وبموافقة شيوخ قرى الناحية جميعها وكانت السلطة العثمانية لا تستطيع أن تفعل مع أي شيخ ألا أن تطلب تعيين أخيه أو أبنه محله ولا تستطيع أن تفرض مرشحها لذلك، وكثيراً ما كانت تنقسم الناحية إلى طرفين يؤيد كل طرف منها شيخ قوي وكانت تشتد الصراعات وتصل إلى حد الحروب المحلية التي كانت تخلف الدمار وكثير هي الأمثلة على هذه الصراعات داخل النواحي للسيطرة على منصب شيخ المشايخ ومن هذه الأمثلة.: الصراع الذي حدث في ناحية بني حسن بين آل علي شيخه في المالحة وبين آل درويش في الولجة في بداية القرن التاسع عشر وفي النصف الثاني منه أيضا. وكثيراً ما كانت الصراعات على زعامة ناحية معينة تجر حروباَ اشمل بين نواحي كثيرة أو بين تحالف صف قيس ويمين بشكل أعم مثلما كان يحدث في الحروب المتواصلة في التصارع على منطقة بني حسن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والذي كان صنف هنا يؤيد طرفاً في بني حسن وما أن شارف القرن الثامن عشر على الانتصاف حتى كانت عائلة أبو غوش من العائلات الإقطاعية المتنفذة فأخذت تسعى لزعامة المنطقة ويبدو أن منافسيها من هذه الفترة كانوا شيوخ منطقة بني حسن الذين كانوا ينتشرون في عشرات القرى ويسيطرون على المنطقة وفي العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر كان قد دب الشقاق بين عائلات بني حسن مما أدى إلى نشوب حروب طويلة بينها أدت إلى إنهاكها وضعفها مما أعطى الفرصة لآل أبو غوش فعززوا سيطرتهم وتسلموا لواء صف اليمين في منطقتهم وفي جبل القدس كان من أشهر زعماء أبو غوش في ذلك الوقت عيسى أبو غوش الذي حاول مرة أخرى أن يوسع نفوذه فاصطدم مع آل السحمان في الشمال ومع بني حسن في الجنوب وفي عام 1796 م ،ثم حصلت هدنة عشائرية كما هو مسجل في المحكمة الشرعية في القدس وأسمه عثمان أبو غوش شيخ ناحية بني مالك على رأس قائمة المشايخ الذين حضروا الصلح العشائري بين أهالي ناحية بني حسن وبين جيرانهم التعامرة والوادية وزعماء العرقوب . وقد امتلأت سنة 1853 بالنزعات التي لا نهاية لها على قرى ناحية بني حسن وفي ربيع سنة 1853 عمل متسلم القدس مرتين على عقد هدنة بين آل أبو غوش الذين تولوا قيادة اليمين وآل اللحام " اليمين الأصل " الذين تولوا قيادة القيسين وفي شباط 1855 وقعت الضربة المضادة فقد جاء آل أبو غوش لنجدة عطا الله اللحام واستولوا على بيت عطاب وسجنوا عثمان اللحام وقد خذلة " عزرائيل " محمد عبد النبي العملة الذي دعاه هو وجماعته لنجدته ولكن تم بعد ذلك ترتيب هدنه بين عثمان اللحام ومحمد عطا الله مدتها شهرين لكن هذه الهدنة كانت تسري على العرقوب ليس الا، بينما استمرت الاشتباكات الموضعية في بني حسن بين عشيرتي أحمد عيسى وعلي شيخة بوجه خاص من المالحة ويذكر البرغوثي أن بين عائلات جبل القدس المتنفذة علي شيخة في بني حسن من مركزهم المالحة وزعماءهم اليوم آل درويش . مما نريد ذكره أنه قبل مائة وخمسون عاماً وعلى أثر النزاع العشائري بين بني مالك وبني حسن هاجر قسم من بني حسن إلى منطقة جنين وسكنوا في قرية عرابه وبعد ذلك رحلوا إلى منطقة عربونة في جنين وما زالوا يعرفون بني حسن ، وكذلك يوجد قسم منهم في اليامون من قرى جنين ، أما القسم الثاني من بني حسن فقد رحل إلى منطقة غزة وقد إنقطعت أخبارهم أما الأكثرية من بني حسن فقد بقيت في قرى القدس الغربية الجنوبية ، ويوجد عشائر بني حسن في الأردن وتوجد صلة قرابة بينهم وبين بني حسن فلسطين ، ويتمركز بني حسن الأردن في محافظة الزرقاء وهم قسمان الثبته وبنو هليل .
|