القبائل القيسية والقبائل اليمنية |
|
|
|
الكاتب: Main Author
|
هذا ومن الجدير ذكره بأن أهالي بيت محسير هم قيسيون ، حيث برزت القيسية كقوة سياسية وعسكرية كبيرة في صدر الإسلام وفي العصر الأموي مما أدى إلى اصطدامهم بقبيلة " بني كلب " القبيلة الرئيسية وهذه سميت بالقبائل اليمنية فشهد عصر معاوية الثاني تحرك القبائل القيسية في شمال شرق بلاد الشام وقد امتنعوا عن بيعه معاوية الثاني وحنقوا على ما لكلب من منزله وقد انضمت قيس إلى ابن الزبير بعد وفاة معاوية الثاني (64 هـ /684 م ) وثار الضحاك ابن قيس القهري القيسي على مروان ابن الحكم ولكن نفوذ القيسية تضعضع بعد معركة مرج راهط الذي أنتصر فيها مروان ابن الحكم وقتل الضحاك . وتمكن العباسيون من هزيمة الأمويين في موقعة " الزاب الكبير " وقد أهتم العباسيون بإخماد الفتن بين القيسية واليمنية من أجل الأمن ومن خلال حكم العباسيون وتراصي قبضتهم حكمت دول ضمن إطار الدولة العباسية مثل الدولة الطولونية والإخشيدية والحمدانية إلى أن تمكنت الدولة الفاطمية من احتلال الشام ، وهذا التفسخ والتناحر أدى إلى عدم الاستقرار وضعف الهبة الإسلامية أمام الغزو الصليبي الذي بدء عام 1098 و انتهى بالسيطرة على الساحل الشامي وأقامة الإمارات الصليبية الرها ـ أنطاكية ـ بيت المقدس وقد انتزعوها من حاكمها الفاطمي افتخار الدولة . وبعد ذلك قيض الله للأمة العربية والإسلامية البطل صلاح الدين الأيوبي الذي تمكن من الإنتصار على الصليبين في موقعة حطين عام 1187 م. بعد ذلك تابع المماليك حركة التحرير إلى أن تمكنوا من تطهير بلاد الشام من الصليبين كذلك قام المماليك بدفع الخطر والإنتصار على المغول في عين جالوت سنة 1260 م. وكان جبل القدس عبارة عن سنجق كامل يتألف من النواحي التالية : ناحية بني زيد ، ناحية بني مرة ، ناحية بني سالم ، ناحية بني حمار ، ناحية بني حارث الشمالية ، ناحية بني حارث القبلية ، ناحية بني مالك ، ناحية بني حسن ، ناحية العرقوب ، ناحية القدس ناحية الوادية . وكان يؤلف مع سناجق أخرى بشالق الشام والذي عاصمته دمشق على أن النكبة السكانية لفلسطين الفرنجية جاءت بعد الفتح الإسلامي فانهيار القوة الإحتلالية في حطين ترك المدن مكشوفة تقريباً كما ترك الفرنجة بالذات دون مبرر وجود ، ولأنهم لم تكون رابطة لهم في الأصل مع البلاد لذلك جمعوا ما يملكون من مال ومتاع ومشوا قوافل من القدس إلى موانئ الساحل ومنها إلى أوروبا وفرغت فلسطين مرة أخرى حوالي عام 1200 م كما فرغت في المرة الأولى سنة 1098 م عقب الاحتلال الإفرنجي لها . ولكن القوة العسكرية الفرنجية لم تخل تماماً من المناطق المجاورة لفلسطين أو حتى الموانئ الفلسطينية وإنما تحصنت فيها على موعد مناسب من أجل إعادة اجتياح باقي فلسطين وفي ظل هذا الخطر القائم على المناطق الفلسطينية المحررة ـ المناطق الجبلية في وسط فلسطين والسهل الجنوبي ، وفي ظل الفراغ السكاني الكبير التي كانت تعاني منه فلسطين أخذ صلا ح الدين الأيوبي في بحث دؤب عن حل لهذه القضية ، ولم يكن صلاح الدين الأيوبي قائداً عسكرياً فذاً فقط بل كان سياسياً قوياً يسوس الأمور علة خير ما تكون مصلحة الرعية وذلك بفضل الاستعانة بآراء وزرائه والاستماع لمستشاريه والأخذ باقتراحاتهم آخذاً أولاً على عاتقه إحياء المظاهر الإسلامية في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية وكذلك فإنه استقدم عدة قبائل عربية وطنها في القدس واقطعها الأحياء والمنازل وتذكر المصادر أنه وبعد فترة قصيرة قام صلاح الدين بإعادة توزيع القبائل العربية على ريف فلسطين عامة وعلى ريف بيت المقدس وأن هذه القبائل لم تنتقل إلى الريف إلا بعد عام 1293م وهي السنة التي طرد فيها آخر صليبي من بلاد الشرق العربي ، وما ورد ذكره أنه في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي قام سلاطين بني أيوب ومن بعدهم سلاطين المماليك بتوزيع قرى وأراضي البلاد على القبائل العربية . فأخذ بنو زيد 24 قرية وبنو مرة 8 قرى وأخذ بنو حارث 14 قرية وأخذ بنو حمار 11 قرية وأخذ بنو صعب 28 قرية وأخذ بنو حسن 13 قرية . أما القبائل التي انتقلت واستوطنت الريف الفلسطيني بعد منحها لتلك الأراضي فإن صلاح الدين قرر أن لا يؤدي انشغال هذه القبائل في التعمير والزراعة والتجارة إلى إهمالها إلى العدو الرابض خلف الخندق ولهذا فإنه جدد بعض المناسبات واستخدمت بعض المناسبات أعياداً وهن هذه المواسم : ـ ـ النبي صالح في الموقع الذي يدعى نفس الاسم اليوم وموعده يوم الجمعة الحزينة لبني زيد . ـ النبي عنيز في منطقة بني حارث وموعده يوم الجمعة المذكورة لبني حارث . ـ النبي صالح في الرملة لبني حمار . ـ النبي موسى لبني حسن ، وبني مالك . وكانت المواسم المذكورة تقام في أوقات معينة من السنة لأن الناس كانت تتوقع تجدد الغزوات الصليبية في تلك الأوقات وخاصة يوم الجمعة الحزينة عند المسيحيين والتي تشهد قدوماً كبيراً لآلاف الحجاج المسيحيين إلى القدس .
|