الحاج سعادة: يراودني الحلم بالعودة وان لم أكن أنا فأكيد أولادي وأحفادي
د. الحموز : حملنا مفاتيح بيوتنا لاعتقادنا ان الخروج كان مؤقتا
13/5/2008
العرب اليوم - ماجدة عطا الله
غياب الموقف العربي الموحد للحفاظ على فلسطين وعدم ارسال قوة عسكرية بمعنى الكلمة يعتمد عليها لحسم المعركة وحالة الانقسام الفلسطيني في تلك المرحلة وما قامت به عصابات "الهاغانة" وغيرها بالتعاون مع القوات الاسرائيلية من تدمير وقتل واحتلال القرى الفلسطينية بالاضافة الى المذابح الجماعية مثل "دير ياسين" و"كفر قاسم" ومذبحة 1000 شخص رميا بالرصاص واستخدام المدافع الرشاشة الثقيلة لازالة ملامح القرى والاستيلاء عليها كل هذه المفاصل شهدها او عايشها او سمع عنها العديد من الذين عاشوا تلك المرحلة واجبرتهم على مغادرة وطنهم في العام 1948 والتحول الى العيش في المخيمات في اسوأ ظروف حياة البؤس والشقاء لفترة معينة واغلبهم تطارده صور ومناظر الجثث ودموع الاهل الى يومنا هذا ولا زال الجميع يأمل بالعودة ويعلم اولاده واحفاده حب فلسطين وضرورة الإنتماء اليها.
" العرب اليوم "التقت مجموعة من الذين سقطت قراهم في تلك الفترة؟
الحاج أحمد صالح محمود سعادة/ أبو عوني مواليد 1929 قرية بيت محسير قضاء القدس سقطت في العام 1948 عدد سكانها وقتها 4500 مواطن وهي تبعد 15 كيلو مترا غربا على طريق يافا القدس الرئيسي.
قال: منذ ثورة 1936 والشعب الفلسطيني منقسم فئة مع الشيخ "أمين الحسيني" وقسم مع بريطانيا العظمى لأنهم كانوا يصدقون الوعود التي تطلقها والتي اتضح فيما بعد إنها كذب ونحن كنا مع الحسينية وللأسف كان الانجليز المستعمرون يمدون من يساندهم بالمال تماما كما"عباس" اليوم.أما الأحرار من أهل فلسطين فكانوا يرفضون كل ذلك ونحن كنا ضد بريطانيا لأنها هي صاحبة "وعد بلفور" الذي أعطى فلسطين لليهود. اذكر كيف خرج الشباب الأردني فوق احد المركز في اللطرون وضربوا قنابل (ميلز ) يدوية وأول قذيفة ضربت الدبابة الإسرائيلية التي فيها الأوكسجين وبالقنابل وتمكنوا من اسر الدبابات الإسرائيلية الأربع وكان وقتها تجمع يهودي قوي لاحتلال المنطقة الحساسة بين يافا والقدس فكانت مدفعية الجيش الأردني لهم بالمرصاد واستمرار المعركة طوال الليل وكنت وقتها في عمواس وكان أهلي في قضاء الخليل وبعد انتهاء المعركة التي بدأت المغرب وانتهت ظهيرة اليوم الثاني سمعنا الإعلام الأردني يقول ان اليهود تركوا 350 جثة في ارض المعركة وقالت إسرائيل أنها خسرت سبعة قتلة.
وأضاف في العام 1948 كنا مسيطرين على خط يافا القدس عسكريا وبذلك منعنا وقطعنا الاتصال بين اليهود العرب عن يهود القدس وبقينا نقاوم وندافع إلا أن اليهود مع دعم بريطانيا لهم بعد فترة هجموا على" بيت محسير" قريتي اذكر تماما وقتها كيف تصدى شباب القرية لهم ببسالة وردوهم ولم يستطيعوا التقدم ومن ذات البلدة أرسلنا وفودا إلى الدول العربية الشقيقة مثل سورية والأردن ومصر وذلك طلبا للنجدة لقد كنا نسيطر على خط يافا القدس بالسلاح وكان تحت مراقبتنا ووقعت أكثر من معركة وأخذنا رشاش "برن" وكان ذا فاعلية كبرى لقد كان في قريتي 120 شابا مدربا على السلاح وللأسف لم تصلنا " فشكة"!!! وعود كلها كاذبة.. مثل اليوم غير قابلة للتنفيذ. اما بالنسبة لبيت محسير قريتي ففي المعركة الأخيرة احتل اليهود بيت محسير بعد مقاومة شعبية باسلة استمرت يومين وليلة حيث لم يبق لدينا عتاد فأجبر أهل البلد على الرحيل منها في 11/5/1948 وذلك سيرا على الأقدام عن طريق جبلية وعرة وبعيدة من دون متاع ومن دون طعام واحتل الصهاينة البلدة ودمروا 200 بيت ومن هنا اتجهنا إلى قرية "جراش" وسكنت فيها ثلاثة أشهر ومنها توجهنا الى "بيت نتيف" ومكثنا فيها أيضا ثلاثة أشهر وتقدم اليهود في القرى القريبة وأجبرونا على اللجوء إلى بيت لحم.
كانت قناعتنا اننا عائدون لقد بقينا على أمل العودة كنا نصدق ان هناك جمعية عمومية وان هناك مجلس امن وقرار تقسيم وتبين فيما بعد انه كله كذب... ونحن في مخيم عقبة جبر كان عندنا ثقة أننا عائدون وسريعا وكان الوضع كله مؤقتا لقد كانت الجيوش العربية تقول انه في 15 ايار سيجلي الاحتلال الانجليزي وسيحرر العرب فلسطين وبقيت في مخيم "عقبة جبر" سنتين وبعدها في العام 1949 رحلت إلى "الكرامة" شرق النهر وسكنت فيها 18 سنة كان يراودني الحلم بالعودة وان لم أكن أنا فأكيد أولادي وأحفادي.
المنتدى
